تشرين الأول ٢٠٢١
لنا في الخيال شعر
للكلمات سلطة ووقع، سواء كانت مكتوبة أم محكية، إذ أنها تشق دروبها الخاصة لحظة نقلها شفاهة أو خطًا. حتى في خضم سعينا للصدق، نجد في تنوع الأشكال التي نستقبل بها الكلمات فطرة وضرورة. نحمل على عاتقنا في المؤسسة العربية للصورة واجبًا أساسيًا يرافق ممارساتنا الأرشيفية التي تحضنا على أن ننظر بعين ناقدة ومسؤولة إلى كل من صانعي وشخوص المواد المصورة، وإلى المجتمع الواسع من حولنا. وكمثل ممارستنا في المحافظة على الصور، فنحن لا نسعى إلى "إصلاح" المواد التي في عهدتنا. وعوضًا عن فرض رقابة على المحتوى الأصلي أو تعديله، وخاصة ما قد يوصف اليوم بأنه غير ملائم أو مؤذٍ أو محرض على التمييز، نرى القراءات المعاصرة ضرورية في الدراسات الناقدة والتاريخية.
وكما يشير البيان اللغوي الخاص بالمؤسسة، نسعى لاستخدام اللغة التي توضح الفروقات في العمر والإعاقة والعرق والدين والجنسية والجندر والجنسانية فقط ضمن سياقات ذات ارتباط بالبحث التاريخي، وتحديدًا من خلال الكلمات الرمزية، وذلك كي نساعد المستخدمين على الوصول إلى المحتوى الذي يبحثون عنه بسهولة. إضافة إلى ذلك، نحاول أن نبتعد عن المسميات العامة وأن نسعى لتبني مفردات تستخدمها مجموعات ومجتمعات للتعريف بأنفسها وبتواريخها، بحيث قد يتضمن ذلك حوارًا مباشرًا مع الأفراد والمنظمات، أو من خلال البحث في كيفية تعامل المؤسسات الأخرى مع هذه الأسئلة.
إن الصورة تحاكي الحياة، فهي تضم العديد من الجوانب الجديرة بالتعمق، وممارستنا في المؤسسة العربية للصورة تحتم علينا تسجيل وحفظ أكبر كم ممكن من المعلومات، بدءًا من لحظة الحصول على الصور وحتى بعد نشرها. ينتج فريقنا خلال عملية التوثيق نوعين من البيانات: يقوم مؤرشفو المؤسسة بعملية التصنيف، من خلال استخراج البيانات التصنيفية المرتبطة بجانب الصورة المادي، ثم يقوم باحثو المجموعات بإضافة سياق وإنتاج ومحتوى الصورة، على مستوى كل من المواد المنفردة والمجموعات، وعادة بمساعدة المتبرعين أو مودعي الصور أو الباحثين الآخرين. تحتوي العديد من المجموعات على كمية محدودة من المعلومات وتتطلب جهودًا بحثية موسعة، ومن هذا الباب نرحب بالمحاولات الدؤوبة للباحثين والممارسين، سواء بشكل فردي أو جماعي، في سبيل إنتاج محتوى حول المجموعات وممارسات الصورة المختلفة.
يمثل البحث نوعًا من الاستدامة: نأخذكم اليوم وراء الكواليس مع باحثَي المجموعات في المؤسسة، عمر ذوابه وپول غرّة، حيث يشاركانا محتوى المجموعات التي يقومان بإحيائها حاليًا في أرشيف المؤسسة العربية للصورة، وما يثير حماستهما خلال البحث عن أدلة وقصص حول مجموعتي رضوان مطر وفواز خيري.
تضيء الحلقة الثامنة من بودكاست "لمحة" على مجموعتين من الجزائر والمغرب تظهران لنا تحديات استنباط القصص المرتبطة بمجموعات الصور. وفي أثناء سعينا وراء المعلومات القليلة حول مجموعات الصور من القرن الماضي، ينسج مصورون شغوفون مقيمون في الجزائر حكايتهم الصورية الخاصة. تضيء مختاراتنا المجتمعية لهذا الشهر على "جماعة .٢٢" والتي تُبرز منظورات متنوعة وحميمة من الناس والمدن والفضاءات في الجزائر اليوم.
يمكن للمرء من خلال الصورة الفوتوغرافية أن يختار التأمل بالصورة وإطلاق العنان للخيال، دون الحاجة للإضافات التكميلية مثل وصف الصور أو ملخصات المجموعات. أما السينما، من ناحية أخرى، فهي فعل هش قائم على دمج الصور والصوت والمشاهد، وغالبًا ما يتضمن الكثير من التنازلات. تتحول السينما إلى فعل شاعري عندما يحكي الناس قصصهم الخاصة بلغتهم الخاصة. يوضح حوارنا مع محمد سويد العلاقة بين الصور الثابتة والمتحركة، حيث عبر لنا عن توقه لقراءات متعددة لأفلامه، محاججًا بعدم جواز الإملاء على المشاهدين ما يجب أن يروا ويستوعبوا، فما يهم في نهاية المطاف أن يحرك الفيلم عواطفهم.
إن معرفة القادرين على صناعة الصورة تكشف الكثير حول طرق تفسيرها، كما أن القوة التي تمتلكها الصورة تكتسب معانٍ مختلفة بناء على تصنيفها، سواء كانت سجلات رسمية، أو أدلة تاريخية، أو أعمال فنية. اخترنا هذا الشهر من مكتبة المؤسسة كتاب The disciplinary frame: Photographic truths and the capture of meaning من تأليف جون تاغ، والذي يستكشف مفاهيم الحقيقة والأصالة.
يتماهى السعي وراء التمثيل مع غريزة البقاء في مختلف أنحاء العالم، فيما تناضل مجتمعات لتتحدى العنف اليومي وممارسات النبذ. نسلط الضوء في عمل الممارسين على سِجِلّ، وهي مجموعة إبداعية تعنى بالتعاطي مع انعدام الخطابات والتصميم والتضاريس من خلال مداخلات مكانية ومشاريع تمثيلية بعنوان monuments of the everyday.
إن تفعيل مجموعاتنا يحمل عدة وجوه، يتجلى أحدها في أحدث منشورات صفحة لاب عبر موقعنا الإلكتروني بعنوان "كسوف الشمس الأنثى والذكر"، وهي نصوص قصيرة ترافقها صور مختلفة تظهر أن ثقافة الصورة العربية والإسلامية والفارسية خلال ما قبل العصر الحديث تعكس تعبيرات جندرية لا ثنائية وروابط اجتماعية بين أبناء الجنس الواحد خلال الحياة اليومية. احتفاء بالذكرى العاشرة للافتتاح الرسمي للمقر الدائم للبيت العربي في قرطبة، تم تقديم معرض جماعي يضم أعمال أكثر من ٦٠ فنانًا، لتعريف الجمهور في إسبانيا على التاريخ المشترك بين بلدهم وبين المنطقة العربية. ضم المعرض نسخًا عن صور ماري الخازن من مجموعة محسن يمّين التي بعهدة المؤسسة العربية للصورة، كما تم عرض مجموعة مختلفة من صورها في بيانالي NO'PHOTO للصورة في جنيف، والذي تمت تغطيته وتنسيقه من قبل La Couleur des jours وهي مجلة فصلية تصدر في جنيف وتعنى بالفنون والثقافة.
الجمعة ٥ تشرين الثاني ٢٠٢١
صورة المقدّمة: 0290me00127 ،0290me – مجموعة شوقي ميرازي، بإذن من المؤسّسة العربيّة للصورة، بيروت.
عمل الممارسين
مجموعة سِجِلّ: Monuments of the everyday

تأسست مجموعة سِجِلّ (ومقرها في بيروت ونيويورك) عام ٢٠١٤ من قبل خالد ملص، وهو من أعضاء المؤسّسة العربيّة للصورة، وسالم القاضي، وألفريد طرزي، وجنى طرابلسي. تتعاون المجموعة مع العديد من شركاء الحوار، وأغلبهم مقيمون في سوريا، لإنتاج سلسلة من المداخلات المكانية والمشاريع التمثيلية تحت عنوان monuments of the everyday. تسعى هذه المشاريع إلى استكشاف التحولات الضخمة والمخيفة للمشهد العربي الذي اتسم بالنضالات التاريخية والمعاصرة. تسعى مشاريع سِجِلّ لإجراء تحقيقات ملتزمة حول العلاقات بين الإيماءات الراديكالية الراسخة، ودور السرد في التصميم، ومحاولات تحدّي العنف المستمر من خلال بث الأمل المتبدل.
أحدث مشاريع سِجِلّ هو birdsong، والذي تم بتكليف من ترينالي ميلانو لعام ٢٠١٩ Broken Nature: Design Takes on Human Survival (والقيّمة عليه باولا أنتونيللي، وبمشاركة ألى تنير، ولورا مايران،وإريكا بيتريللو). المشاركون الرئيسيون بالمشروع هم عامر إبراهيم، عماد المداح، ومركز فتح المدرّس للفنون والثقافة في مجدل شمس في الجولان المحتل. يستند المشروع على سلسلة تمائم من سوريا قائمة على النصوص والصور ليستكشف تشابك البشر بالطيور، ليس على مستوى أجساد من لحم وريش، بل كقوالب تمثيلية. سمح ذلك لسِجِلّ باستكشاف أدوار بديلة للتصميم المعاصر، قادرة على تفحص الأشخاص والأماكن بحس ناقد خلال هذه اللحظة المشحونة من التاريخ السوري. توج المشروع معلم تذكاري زراعي للحياة اليومية نُصب في الجولان المحتل: فزّاعة معروفة باسم أم الغيث.

منذ احتلال الجولان عام ١٩٦٧، دمّرت القوات الإسرائيلية معظم القرى والمزارع وأقامت مستوطنات غير شرعية على أنقاضها. بعد رفض جوازات سفر دولة الاحتلال، بات السوريون في الجولان بلا جنسية لعقود، وهم في الغالب منسيون، ومع ذلك، يمثلون نموذجًا للحالة السورية المعاصرة المتمثلة في النضال الحازم ضد الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان. من بين الأنشطة الأخرى، عبّر سكّان الجولان عن مقاومتهم وتعّلقهم بأرضهم من خلال زراعة التفاح. هذا المشروع – وهو جزء من سلسلة أكبر من الأعمال التي بدأتها مجموعة سِجِلّ منذ عام ٢٠١٤، والتي تشمل البنى التحتية مثل الآبار وطواحينالهواء في سوريا – هو مشروع ذو شقّين. على قطعة أرض زراعية في الجولان، تساهم فزاعة، ومنزل للطيور، وبستان يشمل أربعين شجرة تفاح، على دعم المجتمع المحلي. بالإضافة إلى ذلك، نُظّم معرض في مركز فتحالمدّرس للفنون والثقافة، وهو مركز يحافظ على التاريخ والهوية السورية ويحتفل بهما. في ميلانو، نُصبت فزاعة ترتدي ثوبًا طلسمانيًا إلى جانب نسخ كتاب يقدم التمائم الأربعين سالفة الذكر والمرتبطة بالتشابك بين البشر والطيور في سوريا، سواء كانت هذه الطيور حقيقية أم خرافية.
حصل الكتاب المتعلق بمشروع birdsong على ذكر خاص من قبل رابطة الدراسات السورية عام ٢٠١٩، وتم عرض عناصر من المشروع ضمن بينالي العمارة الثاني في أورليان L’étrangère sur terre: 2019-1969: Radical Imaginaries for Architecture in the Arab Mashriq and Maghreb وفي Hochschule für Gestaltung und Kunst و Fach-hochschule Nordwestschweiz في بال في سويسرا ضمن معرض Future Sense.
حوار
حديث مع محمد سويد – ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢١
ما هي العلاقة بين الصورة الفوتوغرافيّة الثابتة والصورة المتحركة كما في السينما أو الفيديو؟ كيف يتقاطع التصوير الفوتوغرافي مع التجربة السينمائية؟
خلال شهر تشرين الأول، نظّمنا حوارًا مع المخرج السينمائي محمد سويد لاستكشاف ممارسته وعلاقته بأرشيف الصور الفوتوغرافية. أدارت الحوار مديرة المؤسّسة العربيّة للصورة هبة الحاج فيلدر، ونور عويضة، نائبة مديرة سينما متروبوليس. تبع الحوار جلسة نقاش مع الجمهور.
أجرينا محادثات شهرية عبر Zoom على مدار الأشهر العشرة الماضية، لكنّ هذا الحوار كان أول فعاليّة ننظّمها في مقرنا منذ أكثر من عامين، ولن يكون الأخير. لمشاهدة هذه الحوار، اضغطوا هنا.
محمد سويد كاتب ومخرج ومنتج. له عدة كتب باللغة العربية عن السينما اللبنانية والعربية، منها "السينما المؤجلة: أفلام الحرب الأهلية لبنانية" (١٩٨٦). مخرج "غياب" (١٩٩٠)، "سينما الفؤاد" (١٩٩٣)، "تانجو الأمل" (١٩٩٨)، "عندما يأتي المساء" (٢٠٠٠) و"حرب أهليّة" (٢٠٠٢).
بودكاست
الحلقة ٨ من بودكاست "لمحة": مجموعتا شوقي ميرازي وميشال بيرالدي

.مجموعة ميشال بيرالدي، بإذن من المؤسّسة العربيّة للصورة، بيروت
"لمحة" هي بودكاست باللغة العربية من إعداد المؤسسة العربية للصورة بهدف تقديم المجموعات الموجودة في عهدتها عبر سلسلة من المقتطفات القصيرة.
تسلّط الحلقة الثامنة من "لمحة" الضوء على مجموعة ميشال بيرالدي من المغرب، ومجموعة شوقي ميرازي من الجزائر. اخترنا التركيز على هاتين المجموعتين، ليس بسبب القرب الجغرافي لمصدرهما، بل لمقارنة الطرق المختلفة التي نحاول من خلالها تفكيك المجموعات الفوتوغرافية، خاصةً عندما لا نملك المعلومات الكافية حولها.
اضغطوا هنا للاستماع إلى البودكاست ومعرفة المزيد عن هاتين المجموعتين.
"لمحة" إنتاج مشترك مع استديو تيونفورك، بيروت، لبنان.
هل تستمتعون بقراءة نشرتنا؟ أخبرونا عمّا يثير فضولكم وما ترغبون بمعرفته بشكل أكبر. راسلونا على [email protected]
مختارات مجتمعية
استكشفوا ما يحصل في مجتمعنا. نفخر بتقديم أفراد ومنظمات يدعموننا طوال الطريق، كما يسعدنا أن نحدثكم عن الأشخاص الذين ندعمهم من خلال خدمات التدريب والاستشارة. سنعرّفكم على أعضاء هذا المجتمع سريع النمو في كل عدد من قصصنا.
في هذه النشرة، نسلط اهتمامكم على:

الرقم ٢٢٠ هو رقم غرفة الفندق حيث التقى الأعضاء المؤسسون للجماعة أثناء مشاركتهم في مهرجان التصوير الفوتوغرافي في الجزائر. اسم الجماعة هو تكريم لهذا الاجتماع غير المخطط له، وللصلات التي نشأت عنه. تأسّست هذه الجماعة بسبب حاجة أعضائها إلى مساحة للتبادل والتفكير والعمل المشترك في بيئة كانت، حتى ذلك الحين، تفتقر إلى هذا النوع من العمل الجماعي. تختلف مناهج أعضاء المجموعة ولغاتهم المرئية، إلّا أن لديهم نفس الرغبة في تصوير عالمهم بطرق شخصية، ورواية قصصهم، وتقديم الجزائر اليوم من منظورات مختلفة. جماعة ٢٢٠ هي حكاية فوتوغرافية قائمة في مناطق متفرقة في الجزائر، تسرد قصصًا عن أناس ومدن ومساحات. تهدف هذه الجماعة إلى إتاحة مجال واسع للتجربة والتعلم لكل أعضائها، من خلال مواضيعها وتقنياتها وأدواتها المتنوعة. تسعى الجماعة، وبالتوازي مع كونها مختبرًا تشاركيًا لأعضائها، لإنشاء روابط خارجية لتعزيز الحوار مع المصورين والفنانين والمجموعات الأخرى حول العالم.
على قدم وساق
ملحمة توثيق مجموعات المؤسّسة العربيّة للصورة
يعمل باحثا المجموعات پول غرة وعمر ذوابة بدأب منذ انضمامهما إلى المؤسسة العربية للصورة في الصيف الماضي. غالبًا ما يكون توثيق بعض المجموعات أسهل من غيرها، مثل المجموعات التي نمتلك حولها الكثير من المعلومات التي تتعلق بسياقها الاجتماعي والتاريخي، أو تلك التي يقوم المصورون بتدوين الملاحظات على ظهر صورها. في هذا العدد، نسلّط الضوء على عملپول وعمر، والتحديات التي يواجهانها خلال عمليّة توثيق المجموعات.

.مجموعة رضوان مطر، بإذن من المؤسّسة العربيّة للصورة، بيروت
مجموعة رضوان مطر لدى المؤسّسة العربيّة للصورة مجموعة مشوّقة. صوّر رضوان، طوال مسيرته المهنية الطويلة، الساحة الترفيهيّة والفنية في لبنان، موثقًا الحفلات الغنائيّة في الكازينو والمطاعم، فضلاً عن نجوم التلفزيون والشخصيات العامة. تبرّع رضوان عام ٢٠٠٩ بـ٣٠٠٠٠ صورة فوتوغرافية للمؤسّسة العربيّة للصورة، من فترة الثمانينيات والتسعينيات.
بدأ بول بتوثيق مجموعة رضوان مطر في شهر آب، وشعر بصلة قويّة مع الصور منذ البداية. أولاً، لأن الفترة الزمنيّة التي تغطيها الصور تتداخل مع طفولته المبكرة – وهي فترة لا يتذكرها أبدًا. وثانيًا، لأن جماليّات صور المجموعة، كونها من المجموعات القليلة التي تشمل صور ملونة – تشبه صور عائلته.
من منظور أنثروبولوجي، تقدم هذه المجموعة لمحة شاملة عن الحياة في لبنان في أعقاب الحرب الأهلية. فقد كُلّف رضوان أن يوثق بكاميرته كافة أشكال الفعاليات: الحفلات الموسيقية والعروض والمؤتمرات الصحفية والأحداث السياسية. يعتبر پول أنّ التمعّن بهذه الصور اليوم، في خضمّ الأزمات والانهيارات المتعددة التي شهدها البلد في العامين الماضيين، يمثل تجربة حلوة ومرة. من الصعب تجنب تضمين كلمات تشير بشكل غير مباشر إلى انعدام الشرعية والفساد أو الإهمال، إلا أن المؤسسة العربية للصورة تسعى لوصف الصور التي في عهدها بشكل يسهل عملية البحث، من خلال كلمات مفتاحية ورمزية، مع تجنب إطلاق الأحكام السياسية بشكل مباشر. إلا أن البحوث الموسعة في شؤون العدالة والتحليل السياسي لها آفاق لامتناهية، خاصة أن هذه المواضيع غير مستكشفة بشكل كاف، وهنا يكمن ميدان الاستكشاف للباحثين والفنانين.
يظهر عدد لا يحصى من الشخصيات العامة في صور رضوان مطر، بعضها أكثر شهرة من غيرها. قد يكون أطرف جزء من عمليّة توثيق هذه المجموعة هو مشاركة الصور مع بقيّة أعضاء الفريق، على أمل أن يتعرف أحدهم على الشخصيّات الأقل شهرة الذين صورهم رضوان.
يتمّ توثيق مجموعة رضوان مطر بدعم من السفارة الملكيّة النروجيّة.

.مجموعة فوّاز خيري، بإذن من المؤسّسة العربيّة للصورة، بيروت
عمل عمر في الأسابيع الأخيرة على توثيق لوائح الصور المصغرة من مجموعات مختلفة، وهي مهمة مدعومة أيضًا من السفارة الملكيّة النروجيّة. لذلك، فليس لدى هذه الصور الكثير من القواسم المشتركة.
إحدى هذه المجموعات هي مجموعة فوّاز خيري من فلسطين، وتعود صورها إلى ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي. تعطي هذه الصور، التي التقطت ما قبل النكبة، نظرة نادرة لحياة الطبقة البرجوازية في فلسطين في تلك الحقبة، من خلال عدسة أسرة واحدة: عائلة التاجي. أقامت الأسرة في قصر في وادي حنين في الرملة بفلسطين، وقامت أيضًا بالعديد من الرحلات إلى البحر الميت وإلى الأردن، وإلى دول أخرى مجاورة. غيرت السنوات التي تلت المشهد الاجتماعي والسياسي لهذه القرية إلى حد كبير. مع مرور الوقت، تم تحويل قصر العائلة إلى مصحة نفسية؛ وبعد النكبة تم طرد سكان القرية، مما أدى إلى تهجيرها. في سياق كهذا غني بالمعلومات، بالرغم من مأساويته، قد يكون من الصعب حصر هذه المجموعة في إطار المعلومات والمعايير التي تصاحب كل صورة، مثل تاريخ الصور والكلمات المفتاحية والرمزية والتي تساعد في نهاية المطاف على تسهيل عملية البحث على موقعنا الإلكتروني وقاعدة البيانات.
موارد المكتبة
The disciplinary frame: Photographic truths and the capture of meaning
بقلم جون تاغ
الناشر: University of Minnesota Press، ٢٠٠٩

يمكن أن يبدو التصوير الفوتوغرافي يلتقط الواقع بشكل لا مثيل له مقارنة بالوسائط الأخرى، بحيث يوجه المعتقدات ويستغل قوة الكامنة في الدلائل. في بعض الحالات، تُنسب الصورة نفسها إلى قوة الواقع. كيف يمكن لورق تغيّر لونه كيميائيًا أن يتمتع بمثل هذه القوة؟ كيف تتصلّب معاني الصور؟ في كتاب The Disciplinary Frame، يدّعي جون تاغ أنه للإجابة على هذه الأسئلة، يجب أن نتمعّن في الطرق التي تقوم من خلالها محددات التصوير الفوتوغرافي – مثل الخطابات المرتبطة به والمؤسسات التي تنشره – برسم حدود ما نعتبره حقيقة. يؤكد تاغ أن معاني وقوة الصور هي آثار منطقية للأنظمة التي تنتجها على صيغة سجلات رسمية أو صور وثائقية أو أدلة تاريخية أو أعمال فنية. يقوم تاغ من خلال استكشاف العمليات التاريخية المعنية بتفحّص سلسلة من الدراسات عن الصور الأوروبية والأمريكية التي تعود إلى الفترة التي تمتدّ من القرن التاسع عشر ولغاية فترة الكساد الكبير، وخاصّة أعمال ووكر إيفانز ودوروثيا لانج ومارجريت بورك وايت إلى المصوّر المفاهيمي جون بالديساري. يتمحور هذا الكتاب حول الأسئلة الإستراتيجية الثقافية، ونمو الدولة، وموضوع السلطة والتمثيل: أي كيف يحافظ نظام التأطير على الصورة الفوتوغرافية والمشاهد، دون محو إمكانية التهرب من أو مقاومة الحاجة لالتقاط الصورة. يجد تاغ في النهاية أن الصور الفوتوغرافية كبيرة جدًا وصغيرة جدًا في الوقت نفسه بالنسبة للإطارات التي يتم وضعها فيها.
هذا الكتاب موجود في مكتبة المؤسّسة العربيّة للصورة. اقرأوه في مكاتبنا، حيث يمكنكم أيضًا استكشاف أكثر من ألفي كتاب، يومي الثلاثاء والأربعاء من الساعة ١٤:٠٠ إلى الساعة ١٧:٠٠. احجزوا موعد زيارتكم هنا.
في وسائل الإعلام
La Couleur des jours

مجلّة La Couleur des jours هي مجلة ربعيّة سويسرية تنشر مقالات وتقارير عن التصوير الفوتوغرافي والأدب والفنون.
يضم عدد الخريف، الذي يحتفل أيضًا بالذكرى العاشرة للمجلة، صفحتين مزدوجتين عن المصورة ماري الخازن، وصورها جزء من مجموعة محسن يمين، في عهدة المؤسّسة العربيّة الصور. ترسم صور ماري الخازن بورتريه حميمي عن حياتها في لبنان في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، بشكل يطوّع المفاهيم المعيارية للطبقة والجندر في تلك الفترة: نرى بين صورها بروتريهات لنساء يرتدين ملابس رجال أو يدخننّ أو يقدن السيارات. عُرضت صور ماري الخازن مؤخرًا في بينالي NO’PHOTO في جينيف، الذي امتدّ من ١٥ أيلول لغاية ١٠ تشرين الأول ٢٠٢١.

نُشر في هذا العدد أيضًا نص كتبته مديرة المؤسّسة العربيّة للصورة هبة الحاج فيلدر، تنظر فيه إلى التحديات التي واجهتها المؤسسة خلال العام المنصرم، وتتأمّل مستقبل المؤسّسة واستمرارها. على الرغم من الدعم السخي الذي نتلقاه من مؤسّسات متعدّدة، لا يزال الفريق في حالة تأهّب لتأمين تمويل إضافيّ يغطي السنوات القادمة، لأن طبيعة عملنا تتطلب جهودًا كثيفة من كلّ أعضاء المؤسّسة. نسعى بالإضافة إلى الحفظ والرقمنة والتوثيق إلى تطوير برامجنا العامّة وتفعيل مجموعاتنا من خلال عدّة مبادرات. ما نحتاج إليه اليوم هو دعم من مانحين يرافقونا لمدة ٣-٥ سنوات، وبتمويل أساسي، وليس فقط لمشاريع معيّنة.

تعكس ثقافة الصورة العربية والإسلامية والفارسية خلال حقبة ما قبل الحداثة التعبيرات غير الثنائية بين الجندرين، والروابط الاجتماعية بين أفراد الجنس نفسه، كجزء من الحياة اليومية. لم تسيطر عليها المفاهيم الصارمة للأنوثة والذكورة قبل نهوض الحداثة في هذه المناطق. بل تم الاحتفال بتعبيرات وجه معينة، على أنها أجمل من غيرها.
في آخر نص ننشره على صفحة لاب، تحت عنوان "كسوف الشمس الأنثى والذكر"، تقدّم نور الحلو وأفرانج نورلدوف ماليكيان سلسلة من النصوص القصيرة المصحوبة بعدة صور مختلفة من مجموعات أصغر بشارة، فوتو كارون، واستوديو مرجان، التي تعود إلى منتصف القرن العشرين، والمحفوظة في المؤسسة العربية للصورة في بيروت.
تتكون مجموعات فوتو كارون، واستوديو مرجان بشكل أساسي من صور استوديو ملونة يدويًا للأفراد والأزواج والعائلات. تحتوي مجموعة أصغر بشارة الفريدة صورًا توثق ممثلين على بلاتوهات السينما والمسرح.
اقرأوا هذه المساهمة على موقعنا هنا.
معرض
Retrospective: A decade of reacquainting with the Arab world
٢١ تشرين الأول ٢٠٢١ إلى ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٢ – البيت العربي، قرطبة

.مجموعة محسن يمّين، بإذن من المؤسّسة العربيّة للصورة، بيروت
بمناسبة الذكرى العاشرة للافتتاح الرسمي للمقر الدائم للبيت العربي في قرطبة، نظّم البيت العربي معرضًا جماعيًا يضم أعمالًا لأكثر من ٦٠ فنانًا، مما يعكس عددًا كبيرًا من الممارسات التي شاركت بها المؤسسة على مدار العقد الماضي. تُعرض في هذا المعرض عدة صور لماري الخازن من مجموعة محسن يمين، المحفوظة في المؤسّسة العربيّة الصور.
لدى إسبانيا والعالم العربي تاريخ مشترك يعود إلى قرون. قرطبة التي شهدت، بتقاليدها وجغرافيتها، العلاقات مع العالم العربي، هي الموقع المثالي للتعاون مع المؤسسات والمبدعين والمهنيين في الحقل الثقافية. يُعدّ هذا التعاون أداة أساسية للدبلوماسية الثقافية والحوار، والتي تجسّدت أيضًا من خلال ٤٩ معرضًا في البيت العربي، و٢٠٠ فنانًا عرضوا أعمالهم هناك على مدار السنوات العشر الماضية.
وهكذا، تم إنشاء نقطة لقاء، يمكن من خلالها أن تتحاور وتتعاون إسبانيا والعالم العربي. وهذا ما يهدف إليه هذا المعرض، بالإضافة إلى تقريب الجمهور من السياقات والوقائع المختلفة التي قد لا يكونون على دراية بها.
اقرأوا المزيد عن هذا المعرض هنا.
تحية للمتبرعين
تتقدم المؤسسة العربية للصورة بالتقدير لداعمينا الكرماء الذين يتيحون أنشطتنا، كما نشكر الداعمين الذين يفضلون الإبقاء على هوياتهم مجهولة.

الداعمون الرئيسيّون
Royal Norwegian Embassy in Beirut ▪ Arab Fund for Arts and Culture ▪ Al Mawred Al Thaqafi ▪ Foundation for Arts Initiatives ▪ The Violet Jabara Charitable Trust ▪ Getty Foundation
داعمو المشاريع
Modern Endangered Archives Program (MEAP) at the UCLA Library, with funding from Arcadia ▪ Prince Claus Fund for Culture and Development ▪ Institut Français ▪ William Talbott Hillman Foundation ▪ Akram Zaatari ▪ Alexandre Medawar ▪ MAGRABi ▪ Fund for the International Development of Archives – FIDA ICA ▪ Victoria and Albert Museum – V&A ▪ Art Jameel ▪ New York University’s Hagop Kevorkian Center for Near Eastern Studies
داعمو ما بعد الانفجار
التبرعات النقدية – مؤسسات:
Prince Claus Fund for Culture and Development ▪ Cultural Emergency Response ▪ Cultural Protection Fund of the British Council ▪ Gerda Henkel Stiftung ▪ US Ambassadors’ Fund for Cultural Preservation ▪ Mariët Westermann and the Pardoe-Westermann Family Fund ▪ Middle East and Islamic Caucus of Franklin & Marshall College ▪ Luminous-Lint ▪ Oteri General Construction ▪ Moore Archives & Preservation LLC ▪ GAPS LLC ▪ Blue Shield ▪ Book Works ▪ American Institute for Conservation of Historic & Artistic Works ▪ Savvy Wood Photography ▪ Benevity ▪ PhotoArts Studio ▪ Robert Rauschenberg Foundation ▪ Stanley Thomas Johnson Stiftung ▪ Europeana Foundation ▪ Rotary Club Essen-Gruga
التبرعات المتنوعة – مؤسسات:
Institut National d'Histoire de l'Art ▪ Middle East Photograph Preservation Initiative ▪ Musée Français de la Photographie ▪ Klug-Conservation ▪ Centre de la Photographie
لم تكن المؤسسة العربية للصورة لتجتاز هذه الرحلة دون جميع الداعمين الأفراد.
اضغطوا هنا للاطلاع على القائمة الكاملة للداعمين الأفراد.
نشكر جميع من دعمونا خلال السنوات السابقة: مؤسسة الشارقة للفنون، پيكاسو، Ford Foundation ،Graham Foundation.